مناهضة العنصرية تتسبّب بجدل حول فيلم "ذهب مع الريح": HBO Max تسحب البثّ التدفقيّ
سحبت منصة "إتش بي أو ماكس" (HBO Max) للبث التدفقي فيلم "ذهب مع الريح" (1939) من قائمة الأعمال التي تعرضها في خضم الاحتجاجات ضد العنصرية والعنف الممارس في حق السود من الشرطة الأميركية.
فيلم أُنتِج في عام 1939 عن رواية مارغريت ميتشل الشهيرة ذهب مع الريح. فاز الفيلم بِـ 8 جوائز أوسكار، واختاره معهد الفيلم الأمريكي ليكون الرابع في قائمة الأفلام الأمريكية المائة الأفضل في القرن العشرين، وحتي عام 2006 أصبح الفيلم ثاني أعلى الأفلام إيراداً في تاريخ السينما الأمريكية
وينظر أساتذة جامعيون إلى هذا الفيلم الطويل الذي تقرب مدته من أربع ساعات، على أنه أداة متقدمة وفعالة للمشككين بالوقائع التاريخية المرتبطة بحقبة الاستعباد في الجنوب الأميركي.
ويقدم العمل صورة شاعرية عن الحياة في الولايات الجنوبية ونظرة ملطفة عن العبودية خصوصا مع إظهار عمال منزليين راضين عن مصيرهم في ظل معاملتهم كموظفين عاديين. وتعكس هذه النظرة التاريخية الجدلية عن حقبة قاتمة في التاريخ الأميركي جهود حركات منظمة في ولايات الكونفدرالية الأميركية السابقة لإظهار الولايات الجنوبية ما قبل الحرب الأهلية الأميركية بصورة إيجابية.
تكمن النقطة الرئيسية في اعتبار داعمي نظرية "القضية الخاسرة" ("لوست كوز") أن الولايات الجنوبية ناضلت من أجل استقلالها السياسي المهدد من الولايات الشمالية وليس للإبقاء على العبودية، وهي مغالطة تاريخية.
وفيما يشكل فيلم "أفنجرز: إندغايم" أكثر الأعمال السينمائية دراً للإيرادات في تاريخ السينما مع 2,8 ملياري دولار، يبقى "ذهب مع الريح" في صدارة هذه القائمة مع احتساب التضخم إذ تصل إيراداته إلى 3,44 مليارات دولار.
وقال ناطق باسم "إتش بي أو ماكس" لوكالة "فرانس برس" تعليقا على سحب هذا الفيلم الحائز ثماني جوائز أوسكار من قائمته إن "(غون ويذ ذي ويند) نتاج حقبته وهو يصور أحكاما مسبقة عنصرية كانت شائعة في المجتمع" الأميركي. وأضاف: "هذا السرد العنصري كان ولا يزال خطأ"، مشيراً إلى أن الاستمرار في عرض هذا الفيلم عبر "إتش بي أو ماكس" من دون "توضيح أو تنديد بهذه الطريقة في عرض الأحداث كان سيشكل خطوة غير مسؤولة".
وتعتزم المنصة إعادة عرض الفيلم في وقت لاحق مع شرح واضح لتحديد الإطار التاريخي للقصة في تلك الحقبة. ولفت الناطق إلى أن الفيلم سيعاد عرضه بكامله لأن تعديل مضمونه سيعني القول إن "هذه الأحكام المسبقة كأنها لم تكن".
وقد أُطلقت منصة "إتش بي أو ماكس" التابعة لمجموعة "وورنر ميديا" (التابعة لشبكة "إيه تي أند تي" الأميركية للاتصالات) نهاية الشهر الفائت، لتكون منافسا لكبرى المجموعات في مجال خدمات الفيديو بالبث التدفقي خصوصا "نتفليكس". وهي تضم مجموعة واسعة من الأفلام والمسلسلات. ولا يزال الفيلم متاحا عبر منصات أخرى بينها خصوصا "أمازون برايم".
وتشهد الولايات المتحدة سلسلة احتجاجات غاضبة منذ وفاة الأميركي الأسود جورج فلويد في 25 أيار إثر توقيفه بصورة عنيفة على يد شرطي أبيض، مع دعوات كثيرة إلى إصلاحات في الشرطة وسحب كل رموز حقبة الاستعباد بما يشمل معالم عائدة إلى ذلك العصر. وقد توفي فلويد اختناقا بعدما جثا شرطي في مدينة مينيابوليس على عنقه لحوالى تسع دقائق. ووجهت تهمة القتل من الدرجة الثانية إلى الشرطي.
ودعا كاتب فيلم "12 ييرز إيه سلايف" المناهض للعبودية جون ريدلي في مقال عبر "لوس أنجلس تايمس" الاثنين إلى وقف عرض فيلم "غون ويذ ذي ويند" عبر المنصات الإلكترونية ووسائل الإعلام لأنه يتجاهل الأهوال التي عاشها العبيد في الولايات المتحدة ويرسخ "بعضا من أكثر الصور النمطية إيلاما عن ذوي البشرة الملونة".
بالموازاة، أوقفت شبكة "باراماونت" الأميركية الثلثاء عرض مسلسل تلفزيون الواقع "كوبس" الذي يتابع عمل شرطيين أميركيين خلال الخدمة منذ ثلاثة عقود. ويأتي ذلك بعد الاتهامات الموجهة إلى هذا العمل بتجميل عمل الشرطة وتجاهل شوائب عدة بينها خصوصا ما يرتبط بالعنصرية. وقال ناطق باسم شبكة "باراماونت" لوسائل إعلام أميركية إن هذا المسلسل "لن يعرض بعد اليوم على شبكة باراماونت وليست لدينا أي خطط حالية أو مستقبلية لإعادته".
وتحقق البرامج المرتبطة بالشرطة، سواء كانت واقعية أو خيالية، نسب مشاهدة هي من الأعلى عبر الشاشات الأميركية لكنها تخضع لرقابة كبيرة.
ورحبت منظمة "كولور أوف تشاينج" الحقوقية بوقف عرض مسلسل "كوبس". وكتب رئيسها رشاد روبنسون عبر تويتر أن هذا المسلسل "طبّع على مدى ثلاثين عاما الظلم وأخفق في إظهار الجريمة وأساليب الشرطة وقضايا العنصرية. لكنه ليس أبدا البرنامج الوحيد المرتبط بالجريمة الذي يفعل ذلك".
وفي بريطانيا، أعلنت شبكة "بي بي سي" أنها سحبت من خدمتها للبث التدفقي مقطعا من برنامج "ليتل بريتان" يظهر ممثلين بيضا يضعون مساحيق تبرج لتجسيد شخصيات من إتنيات أخرى. وقال ناطق باسم الهيئة الثلاثاء إن "الزمن تغير منذ بدء عرض +ليتل بريتان+ لذا فإنه لم يعد متوافرا عبر خدمة (بي بي سي آي بلاير)".
سحبت منصة "إتش بي أو ماكس" (HBO Max) للبث التدفقي فيلم "ذهب مع الريح" (1939) من قائمة الأعمال التي تعرضها في خضم الاحتجاجات ضد العنصرية والعنف الممارس في حق السود من الشرطة الأميركية.
فيلم أُنتِج في عام 1939 عن رواية مارغريت ميتشل الشهيرة ذهب مع الريح. فاز الفيلم بِـ 8 جوائز أوسكار، واختاره معهد الفيلم الأمريكي ليكون الرابع في قائمة الأفلام الأمريكية المائة الأفضل في القرن العشرين، وحتي عام 2006 أصبح الفيلم ثاني أعلى الأفلام إيراداً في تاريخ السينما الأمريكية
وينظر أساتذة جامعيون إلى هذا الفيلم الطويل الذي تقرب مدته من أربع ساعات، على أنه أداة متقدمة وفعالة للمشككين بالوقائع التاريخية المرتبطة بحقبة الاستعباد في الجنوب الأميركي.
ويقدم العمل صورة شاعرية عن الحياة في الولايات الجنوبية ونظرة ملطفة عن العبودية خصوصا مع إظهار عمال منزليين راضين عن مصيرهم في ظل معاملتهم كموظفين عاديين. وتعكس هذه النظرة التاريخية الجدلية عن حقبة قاتمة في التاريخ الأميركي جهود حركات منظمة في ولايات الكونفدرالية الأميركية السابقة لإظهار الولايات الجنوبية ما قبل الحرب الأهلية الأميركية بصورة إيجابية.
تكمن النقطة الرئيسية في اعتبار داعمي نظرية "القضية الخاسرة" ("لوست كوز") أن الولايات الجنوبية ناضلت من أجل استقلالها السياسي المهدد من الولايات الشمالية وليس للإبقاء على العبودية، وهي مغالطة تاريخية.
وفيما يشكل فيلم "أفنجرز: إندغايم" أكثر الأعمال السينمائية دراً للإيرادات في تاريخ السينما مع 2,8 ملياري دولار، يبقى "ذهب مع الريح" في صدارة هذه القائمة مع احتساب التضخم إذ تصل إيراداته إلى 3,44 مليارات دولار.
وقال ناطق باسم "إتش بي أو ماكس" لوكالة "فرانس برس" تعليقا على سحب هذا الفيلم الحائز ثماني جوائز أوسكار من قائمته إن "(غون ويذ ذي ويند) نتاج حقبته وهو يصور أحكاما مسبقة عنصرية كانت شائعة في المجتمع" الأميركي. وأضاف: "هذا السرد العنصري كان ولا يزال خطأ"، مشيراً إلى أن الاستمرار في عرض هذا الفيلم عبر "إتش بي أو ماكس" من دون "توضيح أو تنديد بهذه الطريقة في عرض الأحداث كان سيشكل خطوة غير مسؤولة".
وتعتزم المنصة إعادة عرض الفيلم في وقت لاحق مع شرح واضح لتحديد الإطار التاريخي للقصة في تلك الحقبة. ولفت الناطق إلى أن الفيلم سيعاد عرضه بكامله لأن تعديل مضمونه سيعني القول إن "هذه الأحكام المسبقة كأنها لم تكن".
وقد أُطلقت منصة "إتش بي أو ماكس" التابعة لمجموعة "وورنر ميديا" (التابعة لشبكة "إيه تي أند تي" الأميركية للاتصالات) نهاية الشهر الفائت، لتكون منافسا لكبرى المجموعات في مجال خدمات الفيديو بالبث التدفقي خصوصا "نتفليكس". وهي تضم مجموعة واسعة من الأفلام والمسلسلات. ولا يزال الفيلم متاحا عبر منصات أخرى بينها خصوصا "أمازون برايم".
وتشهد الولايات المتحدة سلسلة احتجاجات غاضبة منذ وفاة الأميركي الأسود جورج فلويد في 25 أيار إثر توقيفه بصورة عنيفة على يد شرطي أبيض، مع دعوات كثيرة إلى إصلاحات في الشرطة وسحب كل رموز حقبة الاستعباد بما يشمل معالم عائدة إلى ذلك العصر. وقد توفي فلويد اختناقا بعدما جثا شرطي في مدينة مينيابوليس على عنقه لحوالى تسع دقائق. ووجهت تهمة القتل من الدرجة الثانية إلى الشرطي.
ودعا كاتب فيلم "12 ييرز إيه سلايف" المناهض للعبودية جون ريدلي في مقال عبر "لوس أنجلس تايمس" الاثنين إلى وقف عرض فيلم "غون ويذ ذي ويند" عبر المنصات الإلكترونية ووسائل الإعلام لأنه يتجاهل الأهوال التي عاشها العبيد في الولايات المتحدة ويرسخ "بعضا من أكثر الصور النمطية إيلاما عن ذوي البشرة الملونة".
بالموازاة، أوقفت شبكة "باراماونت" الأميركية الثلثاء عرض مسلسل تلفزيون الواقع "كوبس" الذي يتابع عمل شرطيين أميركيين خلال الخدمة منذ ثلاثة عقود. ويأتي ذلك بعد الاتهامات الموجهة إلى هذا العمل بتجميل عمل الشرطة وتجاهل شوائب عدة بينها خصوصا ما يرتبط بالعنصرية. وقال ناطق باسم شبكة "باراماونت" لوسائل إعلام أميركية إن هذا المسلسل "لن يعرض بعد اليوم على شبكة باراماونت وليست لدينا أي خطط حالية أو مستقبلية لإعادته".
وتحقق البرامج المرتبطة بالشرطة، سواء كانت واقعية أو خيالية، نسب مشاهدة هي من الأعلى عبر الشاشات الأميركية لكنها تخضع لرقابة كبيرة.
ورحبت منظمة "كولور أوف تشاينج" الحقوقية بوقف عرض مسلسل "كوبس". وكتب رئيسها رشاد روبنسون عبر تويتر أن هذا المسلسل "طبّع على مدى ثلاثين عاما الظلم وأخفق في إظهار الجريمة وأساليب الشرطة وقضايا العنصرية. لكنه ليس أبدا البرنامج الوحيد المرتبط بالجريمة الذي يفعل ذلك".
وفي بريطانيا، أعلنت شبكة "بي بي سي" أنها سحبت من خدمتها للبث التدفقي مقطعا من برنامج "ليتل بريتان" يظهر ممثلين بيضا يضعون مساحيق تبرج لتجسيد شخصيات من إتنيات أخرى. وقال ناطق باسم الهيئة الثلاثاء إن "الزمن تغير منذ بدء عرض +ليتل بريتان+ لذا فإنه لم يعد متوافرا عبر خدمة (بي بي سي آي بلاير)".